• الأحد : ٢٢ - يونيو - ٢٠٢٥
  • 25 ذو الحجة 1446 هـ
  • الساعة الآن : ٠٩:١٦ صباحاً

جلالة السلطان المعظم

شؤون البلاط السلطاني

السيرة الذاتية

ولد حضرة صاحب الجـلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم في مدينة صلالة بمحـافظة ظفار في 18 شوال 1359هـ الموافق 18نوفمبر 1940م، وهو السلطان الرابع عشر المنحدر من نسب الإمام أحمد بن سعيد ( 1744-1775م ) المؤسس الأول لأسرة آل بوسعيد، الذي استطاع إطفاء نار الفتن بين القبائل آنذاك وأن يزرع بذور الوحدة بينها ويكون أسطولا بحريا كبيرا. ولا تزال ذكراه موضع احترام وإجلال من العمانيين بعد أن وحد البلاد بعد حروب أهلية.

تلقى جلالته في سنواته المبكرة التعليم في عمان، وفي سبتمبر 1958م أرسله والده السلطان سعيد بن تيمور – رحمه الله – الى إنجلترا لإتمام تعليمه، حيث درس في المدارس الخاصة في (سافوك ) مدة سنتين قبل الالتحاق بالأكاديمية العسكرية الملكية في ( سانت هيرست ) بصفته ضابطا مرشحا عام 1960م، وبعد أن أنهى دورة مدتها سنتان انضم جلالته الى كتيبة (الكاميرونيانز) الأولى في ألمانيا حيث أمضى ستة أشهر كان يؤدي خلالها واجباته العسكرية، وبعد أن أكمل جلالته تعليمه في العلوم العسكرية عاد إلى بريطانيا ليتلقى دروسا في نظام الحكم المحلي مدة عام واحد، كما أكمل دورات تخصصية في شؤون الإدارة، وهيأ له والده القيام بجولة حول العالم مدة ثلاثة أشهر.

وفي عام 1964م عاد جلالته الى عمان وأقام في صلالة بجوار والده إذ كان يمضي معظم أوقاته في الاستزادة من علوم الشريعة الاسلامية وحضارة وتاريخ بلاده، وقد أشار جلالة السلطان المعظم في أحد أحـاديثه الصحفية إلى أنه (( كان إصرار والدي على دراسة ديني وتاريخ وثقافة بلدي لها عظيم الأثر في توسيع مداركي ووعيي بمسؤولياتي تجاه شعبي والإنسانية عموماً. وكذلك استفدت من التعليم الغربي وخضعت لحياة الجندية، وأخيراً كانت لدي الفرصة للاستفادة من قراءة الأفكار السياسية والفلسفية للعديد من مفكري العالم المشهورين)). ويحرص جلالته على القراءة والمطالعة ويقتني الكثير من المجلدات والمعاجم ويشجع الآخرين على فهم ما يقرؤون والاستفادة منه، لذلك فإن اهتماماته بعلوم العربية والدين والفلك والبيئة يتضح جليا من خلال ما يقدمه من دعم كبير للعديد من المشروعات الثقافية بشكل شخصي محليا وعربياً ودوليا، سواء من خـلال منظمة اليونسكو أم غيرها من المنظمات الإقليمية والعالمية.

اهتمامه

الفكر الإسلامي المتسامح : يهتم جلالة السلطان قابوس –حفظه الله ورعاه – بدعم الجانب الديني ونشر الفكر الإسلامي المتسامح، وتجلى ذلك واضحا في الكثير من المشاريع التي نفذتها الحكومة وبعضها بدعم شخصي من لدنه كبناء المساجد ودور العلم التي تعمل على نشر الوعي الديني والحضاري بين أفراد المجتمع، ويأتي بناء جامع السلطان قابوس الأكبر بمحافظة مسقط في صدارة مشاريع بناء المساجد التي شيدت في مختلف محافظات ومناطق السلطنة وليكون مركزا للإشعاع الديني والحضاري.

الدعوة إلى السلام والوئام والتعاون الوثيق بين سائر الأمم : يعد السلام ذات قيمة عالية لدى جلالة السلطان المعظم ، وقد أكد جلالته جوهر ذلك في خطابه في الانعقاد السنوي للفترة الخامسة لمجلس عمان لعام 2012م : " أما سياستنا الخارجة فأساسها الدعوة الى السلام والوئام والتعاون الوثيق بين سائر الامم والالتزام بمبادئ الحق والعدل والإنصاف وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير وفض المنازعات بالطرق السلمية وبما يحفظ للبشرية جمعاء أمنها واستقرارها ورخاءها وازدهارها ".

وقد مُنح جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم "جائزة السلام "الدولية في 16 اكتوبر 1998م وفـى حدث بارز جـاء بالإجماع الذي التقت عليه ثلاث وثلاثون جـامعة ومركز أبحاث ومنظمة أمريكية .كما حصل جلالته – حفظه الله ورعاه - على جائزة السلام من الجمعية الدولية الروسية وذلك تقديرا لجلالته في مجال خدمة السلم والتعاون وفعل الخير على المستوى الدولي في 18 يوليو 2007م.

خدمة للباحثين في السلطنة : لقد أمر جلالته ببناء مركز ثقافي متميز في جامعة السلطان قابوس يضم قاعة متعددة الأغراض ومركزا للدراسات العمانية يمثل إحدى الدعائم الأساسية في المركز الثقافي الذي يُعنى بجمع وتوثيق كافة الدراسات الجامعية والعُمانية التي تتناول السلطنة بالدراسة لأنها ثروة وطنية للأجيال وخير معين للباحثين والمفكرين في كافة حقول المعرفة.

الخيول والهجن العربية الأصيلة: لجلالة السلطان قابوس المعظم – حفظه الله ورعاه – اهتمامات شخصية عديدة رغم مشاغله بمهماته الرسمية، فهو خيّال ماهر يعتني بالخيل ويهتم بها فقد أنشأ لها اسطبلات خاصة كما يحرص جلالته على رعاية السباق السنوي للخيل الذي يقام في ميدان العاديات بمدينة السيب، بالإضافة الى توجيهاته السامية بتنظيم سباقات الخيول في مختلف مناطق السلطنة ولجلالته أيضا اهتمامات بالهجن العربية الأصيلة.

المحميات الطبيعية : يولي جلالته اهتماما كبيرا بالبيئة ومكوناتها المختلفة، إذ أمر بإنشاء عدد من المحميات الطبيعية بعضها مصنفة دوليا ضمن قائمة الاتحاد الدولي لصون الطبيعة، كما يهوى جلالته الرحلات البرية والبحرية ويمارسها ويحرص على ركوب البحر في تنقلاته بين محافظتي مسقط وصلالة وفي زياراته لمحافظة مسندم.

الثقافة الإنسانية : لجلالته حسّ فنّي مرهف فهو يهوى الفنون العالمية الجميلة والراقية التي تعتبر ضمن مفردات الثقافة الإنسانية، حيث يحب الاستماع الى الموسيقى الكلاسيكية والأوبرا العالمية إلى جانب الموسيقى العربية والموسيقى العسكرية، وبناء على أوامر جلالته تم بناء دار الأوبرا السلطانية في مدينة القرم بمحافظة مسقط، بالإضافة إلى ذلك تم إنشاء الفرق الموسيقية المختلفة بناء على أوامر جلالته، كما يهوى التصوير الفوتوغرافي والرسم واللوحات التشكيلية ويشجع على الحِرف اليدوية التقليدية ويدعو إلى تطويرها وانتشارها باعتبارها جزءا من الموروث العماني.

الجولات السلطانية السامية : تمثل الجولات السلطانية السامية لقاءات متجددة بين القيادة والمواطن، حيث يلتقي فيها جلالته مباشرة مع المواطنين لتعبر عن عمق الاهتمام من جانب جلالته بالمواطن العماني وبالاستماع إليه بشكل مباشر والاطلاع على حياته حيث يقيم..